التعصب الرياضي ! ! !
صفحة 1 من اصل 1
التعصب الرياضي ! ! !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد،
التعصب الرياضي اصبح ممقوت لا يطاق
أولاً : ما هو التعصب الرياضي ؟
التعصب هو الميل المفرط لفئة ما على حساب المبادىء والقيم. كأن ينتمي الشخص إلى قبيلة أو مذهب أو فرقة رياضية، يوالي من أجلها ويعادي في سبيلها، ويحبُ فيها، ويبغض فيها، ويتمحور حولها في أفكاره وسلوكياته. قال الله تعالى : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)" [المائدة : 55 - 57].
ثانيًا: ما هي صور التعصب الرياضي ؟
منها:
1- سب وقذف بين الجماهير
2- الدعاء على الفريق المنافس
3- الشجار والعراك
4- المسيرات والتظاهرات المنددة بالفريق المنافس
5- الصراخ والعويل الذي نراه عند خسارة أحد الفريقين.
ثالثاً: آثار التعصب الرياضي ؟
1- شق صفوف المسلمين، وإحداث الفتن والقلاقل بين الشعوب، والاحتكام إلى مقياس فاسد للتفاضل بين الشعوب، وهو مقياس اللعب ، غير أن الله تعالى قال : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13.
وعَنْ أَبِى نَضْرَةَ حَدَّثَنِى مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ، وَلاَ لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ ».
2- ظهور جيل من الشباب ساذج تافهة إِمَّعَةً، يسير وارء كل ناعق، ولا يقوى على خدمة الإسلام. شبابٌ لسان حاله يقول : {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ }المدثر45، {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }الزخرف83
ومن الأقوال الحكيمة: " الناس ثلاثة : عالم ربانى، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق..."[11]
3- الأثر النفساني السلبي الواقع على نفوس المتعصبين، خاصة الاكتئاب والقلق ، والانكثار النفسي عن الهزيمة، والعلو والاستكبار عند الفوز، وهشاشة الرأي، وسرعة الغضب لأهون الأسباب . عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً ، وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالأَرْزَةِ لاَ تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً ».
4- الأمراض المترتبة على ذلك، كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، وكثيرًا ما تحدث حالات من الإغماءات والسكتات القلبية والجلطات الدماغية بين صفوف الجماهير المتعصبة سواءً في أرض المباراة أو أمام التلفاز.
5- الانشغال عن الواجبات، والتفريط في الطاعات، والغفلة عن الذكر والقرآن،{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المجادلة19
6- انتشار الشائعات والأراجيف، حيث الخبثاء يكذبون، والسفهاء ينقلون، فيزيد الأمر سوءًا بعد سوء، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6.
رابعاً: كيف نعالج هذه الظاهرة السيئة ؟
1- ينبغي على وسائل الإعلام الكف عن إشعال نيران التعصب، {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
2- إعداد حملة توعوية بين صفوف الشباب ـ في المدارس والجامعات ـ تتألف من مجموعة من العلماء والدعاة والكتاب لتنبه الشباب وتحذيرهم من خطر التعصب الرياضي.
3- على أولياء الأمور في البيوت أن يتحملوا تلك التبعة، وأن يعملوا على غرس قيم الحب والأخوة بين المسلمين، ونبذ التعصب بين الأولاد منذ نعومة أظفارهم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال : " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين . اللهم ! أنت الملك لا إله إلا أنت . أنت ربى وأنا عبدك ، ظلمت نفسى واعترفت بذنبى ، فاغفر لى ذنوبى جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق . لا يهدي لأحسنها إلا أنت . واصرف عني سيئها . لا يصرف عني سيئها إلا أنت . لبيك ! وسعديك ! والخير كله في يديك . والشر ليس إليك . أنا بك وإليك . تباركت وتعاليت . أستغفرك وأتوب إليك " . وإذا ركع قال " اللهم ! لك ركعت . وبك آمنت . ولك أسلمت . خشع لك سمعي وبصري . ومخي وعظمي وعصبي " . وإذا رفع قال " اللهم ! ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد " . وإذا سجد قال " اللهم ! لك سجدت . وبك آمنت . ولك أسلمت . سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره . تبارك الله أحسن الخالقين " ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم " اللهم ! اغفر لي ما قدمت وما أخرت . وما أسررت وما أعلنت . وما أسرفت . وما أنت أعلم به مني . أنت المقدم وأنت المؤخر . لا إله إلا أنت " . الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 771
هذا والله أعلم ( فإن أصبت فهو من الله عز وجل وإن أخطئت فمن نفسي والشيطان )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى