سعيد والحجّاج . . .
صفحة 1 من اصل 1
سعيد والحجّاج . . .
جاء سعيد بن جبير للحجاج .
قال له الحجاج: أنت شقي بن كسير(يعكس اسمه)
فرد سعيد: أمي أعلم باسمي حين أسمتني.
فقال الحجاج غاضباً: شقيت وشقيَت أمك.
فقال سعيد: إنما يشقى من كان من أهل النار
، فهل اطلعت على الغيب ؟
فرد الحجاج: لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى !
فقال سعيد: والله لو أعلم أن هذا بيدك
لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله.
قال الحجاج: ما رأيك فيّ؟
قال سعيد: ظالم تلقى الله بدماء المسلمين
فقال الحجاج: اختر لنفسك قتلة ياسعيد !
فقال سعيد: بل اختر لنفسك أنت،
فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها !
فرد الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك،
ولن أقتلها لأحد بعدك !
فقال سعيد: إذاً تُفسِد عليّ دُنياي، وأُفسِد عليك آخرتك.
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى بالحرس: جروه واقتلوه !!
فضحك سعيد ومضى مع قاتله فناداه الحجاج مغتاظاً: مالذي يضحكك ؟
يقول سعيد: أضحك من جرأتك على الله، وحلم الله عليك !!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس: اذبحوه !!
فقال سعيد: وجِّهوني إلى القبلة، ثم وضعوا السيف على رقبته، فقال: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين"
فقال الحجاج: غيّروا وجهه عن القبلة !
فقال سعيد: "ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله"
فقال الحجاج: كُبّوه على وجهه !
فقال سعيد: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
فنادى الحجاج: اذبحوه ! ماأسرع لسانك بالقرآن ياسعيد بن جبير !
فقال سعيد: أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله. خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامة.
ثم دعا قائلاً: اللهم لاتسلطه على أحد بعدي.
وقُتل سعيد ...
والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة: مالي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي !
وبعد 15 يوماً فقط مات الحجاج ولم يُسلط على أحد من بعد سعيد.
رحمك الله يابن جبير
أين نحن من ثباتك وقوة حجتك ! وسلامة إيمانك !
اللهم أحيينا بالقرآن قائمين و آحيينا بالقرآن قاعدين وأرزقنا الصادق من اليقين
اللهم ثبتنا بالإيمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى